أيالون ولعبة السلام

أيالون ولعبة السلام

د. عصام شاور

" الرئيس الأسد يريد عملية سلام ولكنه لا يريد السلام " ، هذا ما قاله نائب وزير الخارجية الإسرائيلي دانييل ايالون في محاضرة له في بئر السبع المحتلة , ولكن ما هي الحجة الإسرائيلية لذلك الحكم ؟؟ ، فقط لأن الرئيس السوري بشار الأسد قال إنه لا يوجد في الجانب الآخر من يمكن مفاوضته، وإنه لا يمكن تحديد موعد لاستئناف المفاوضات التي تتوسطها تركيا بسبب عدم وجود شريك وذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس التركي عبد الله غول عقد في العاصمة السورية يوم الجمعة الماضي.

ما الذي يمكن أن تجنيه سوريا من مفاوضات ماراثونية دون التوصل إلى "سلام" مع العدو الصهيوني ؟؟ ، يدعي أيالون أنه يمكن لسوريا أن تتخلص من العقوبات المفروضة عليها ، وهل هذا الثمن يعتبر كافيا في الوقت الذي تبقى فيه هضبة الجولان محتلة ؟؟ ، لقد عبر أيالون بصدق عن النوايا الإسرائيلية ، فدولة الاحتلال هي من تريد عملية سلام بدون سلام وهي التي تسعى إلى مفاوضات لا نهاية لها ، فهي التي تحتل فلسطين وأجزاء من مناطق عربية أخرى ، وهي التي لا تخضع إلى أي ضغوط أو عقوبات من المجتمع الدولي المشارك لها في جرائمها ، فهي إذن صاحبة المصلحة الأولى في خلق واقع تفاوضي مع الدول العربية كبديل عن حالة الاستنفار و " الحرب " الباردة ، طبعا لا تصدقوا أنه كان هناك يوماً استعدادات عربية جادة لمحاربة اليهود باستثناء بعض المسرحيات الناجحة.

صحيح أن الرئيس الأسد قال انه لا يوجد شريك للسلام، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقول ويكرر، انه لن ينسحب من الجولان بسبب موقعها الاستراتيجي ، فعلى ماذا يكون التفاوض ؟؟، وكم مرة سمعنا قادة الكيان المحتل يعلنون أنه لا يوجد شريك فلسطيني ؟؟ فقد قالوها في زمن الرئيس الراحل ياسر عرفات واتهموه بالإرهاب وقتلوه وقالوها للرئيس محمود عباس واتهموه بالضعف وخذلوه ، فلماذا لا ندرك نحن أنهم لا يريدون سلاماً على الإطلاق؟ لماذا لا نعترف أن المفاوضات نفق لا نهاية له ؟؟ .

وحتى لا يظن القارئ تعاطينا لمصطلحات السلام وعملية السلام أننا نؤمن بها فإنني أقول: "إذا كان البعض يظن أن مبادرة السلام العربية ورقة توت تستر عورة الأنظمة العربية فإنني أقول وأجزم بأن المبادرة العربية هي العورة ووصمة العار التي لا تسترها كل أشجار التوت".